{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}{الحسنى} المثوبة الحسنى {وَزِيَادَةٌ} وما يزيد على المثوبة وهي التفضل. ويدلّ عليه قوله تعالى: {وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ} [النساء: 173] وعن عليّ رضي الله عنه: الزيادة: غرفة من لؤلؤة واحدة.وعن ابن عباس رضي الله عنه: الحسنى: الحسنة، والزيادة: عشر أمثالها.وعن الحسن رضي الله عنه: عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وعن مجاهد رضي الله عنه: الزيادة مغفرة من الله ورضوان.وعن يزيد بن شجرة: الزيادة أن تمرّ السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تريدون أن أمطركم؟ فلا يريدون شيئاً إلاّ أمطرتهم. وزعمت المشبهة والمجبرة أن الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى، وجاءت بحديث مرفوع: «إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً هو أحبّ إليهم منه» {وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ} لا يغشاها {قَتَرٌ} غبرة فيها سواد {وَلاَ ذِلَّةٌ} ولا أثر هوان وكسوف بال. والمعنى لا يرهقهم ما يرهق أهل النارإذكاراً بما ينقذهم منه برحمته. ألا ترى إلى قوله تعالى {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس: 41] {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [يونس: 27].